ا هو التحضّر؟ ما هي علامات رقي مجتمع وتمدّنه؟ إنه التعامل الإنساني بمكوّنه وجوهره، سببه ونتيجته: المساواة، حيث لا علاقات قهر وسيد بمسود تتخذ من الجنس، اللون، المعتقد أدواة ووسائل؛ المساواة هي إدراك ووعي لدى الفرد يجد تطبيقه مع المقابل بممارسة حياتيّة يوميّة في كافة المجالات.

التعامل الإنساني والمساواة هما، تعريفاً الحس بالعدالة، فهما مناهضان للظلم وعلى الضد منه، إنهما يعنيان مدّ اليد للمقابل، إعانته والتعاون معه، إحترامه، إحترام حريّته، خياراته، إبداعاته، وحين يحصل الإختلال وتبدأ تظاهرات الإنحراف وهي من صميم الطبع البشري الضعيف، يتصدى لها قادة المجتمع علمائها ومفكّريها، بالقول والفعل.

وحيثما يكون يوجد هذا الحال تكون هناك حضارة ومجتمعات حضاريّة، ظهرت هذه الحالة بسلوك فردي واضح، ولكن أكثر ما عمل على إظهارها بجلاء ووضوح إرتباط الرجل بالمرأة بعلاقة من صنف معين وهي عديدة.

الإثنان، الرجل والمرأة كانا السبب وبالتآزر، في بناء مجتمعات الحضارة العربيّة والإسلاميّة عموماً في بقاع عديدة على الأرض، حضارات استمرّت لقرون وقرون.

في هذا الكتاب قمت بالتعريف بهذا الجو الإجتماعي الحضاري من خلال الحديث عن علاقة الرجل بالمرأة.